في صباح يوم ربيعي والشمس الدافئة
وفـي مكتب رجل الأعمال العجوز
والرئيس التنفيذي للشركة التي يملكها
اتخذ قرارا بالتنحي عن منصبه وإعطاء الفرصة للدماء الشابة الجديدة بإدارة شركته
ولم يرد أن يوكل بهذه المهمة لأحد أبنائه أو أحفاده وقرر اتخاذ قرار مختلف
...
استدعى كل المسئولين التنفيذيين الشباب إلى غرفة الاجتماع والقي بالتصريح القنبلة
لقد حان الوقت بالنسبة لي للتنحي واختيار الرئيس التنفيذي القادم من بينكم
...
تسمر الجميع في ذهول
واستمر قائلا
ستخضعون لاختبار عملي وتعودون بنتيجتها في نفس هذا اليوم
من العام القادم وفي نفس هذه القاعة
والاختبار سيكون التالي:
سيتم توزيع البذور النباتية التالية التي أتيت بها خصيصا من حديقتي الخاصة
وسيستلم كل واحد منكم بذرة واحدة فقط
يجب عليكم أن تزرعوها وتعتنوا بها عناية كاملة طوال العام
ومن يأتيني بنبته صحية تفوق ما لدى الآخرين سيكون
هو الشخص المستحق لهذا المنصب الهام
...
كان بين الحضور شاب يدعي محمد وشأنه شأن الآخرين
استلم بذرته وعاد إلى منزله واخبر زوجته بالقصة
أسرعت الزوجة بتحضير الوعاء والتربة الملائمة والسماد وتم زرع البذرة
وكانا كل يوم لا ينفكان عن متابعة البذرة والاعتناء بها جيدا
...
بعد مرور ثلاثة أسابيع بدأ الجميع في الحديث عن بذرته التي نمت وترعرعت
ما عدا محمد الذي لم تنمو بذرته رغم كل الجهود التي بذلها
...
مرت أربعة أسابيع اخرى ولا شيء بالنسبة لمحمد
مرت ستة أشهر والجميع يتحدث عن المدى التي وصلت إليه بذرته من النمو
ومحمد صامت لا يتحدث
...
وأخيرا أزف الموعد
قال محمد لزوجته بأنه لن يذهب الاجتماع بوعاء فارغ
ولكنها قالت علينا أن نكون صادقين بشان ما حدث
وكان يعلم في قراره نفسه بأنها على حق
ولكنه كان يخشى من أكثر اللحظات الحرجة التي سيواجهها في حياته
وأخيرا اتخذ قراره بالذهاب بوعائه الفارغ رغم كل شيء
...
وعند وصوله انبهر من أشكال وأحجام النباتات التي كانت على طاولة الاجتماع
في القاعة كانت في غاية الجمال والروعة
تسلل في هدوء ووضع وعائه الفارغ على الأرض
وبقى واقفا منتظرا مجيء الرئيس مع جميع الحاضرين
كتم زملائه ضحكاتهم والبعض أبدى أسفه من الموقف المحرج لزميلهم
وأخيرا اطل الرئيس ودخل الغرفة مبتسما
...
عاين الزهور التي نمت وترعت وأخذت أشكال رائعة ولم تفارق البسمة شفتيه
وفي الوقت الذي بدأ الرئيس في الكلام مشيدا بما رآه مهنئا الجميع
على هذا النجاح الباهر الذي حققوه
توارى محمد في آخر القاعة وراء زملائه المبتهجين الفرحين
...
قال الرئيس يا لها من زهور ونباتات جميلة ورائعة
اليوم سيتم تكريم أحدكم وسيصبح الرئيس التنفيذي القادم
وفي هذه اللحظة لاحظ الرئيس محمد ووعائه الفارغ
فأمر المدير المالي أن يستدعي محمد إلى المقدمة
...
هنا شعر محمد بالرعب وقال في نفسه بالتأكيد
سيتم طردي اليوم لاني الفاشل الوحيد في القاعة
...
عند وصول محمد سأله الرئيس ماذا حدث للبذرة التي أعطيتك إياها
قص له ما حدث له بكل صراحة وكيف فشل رغم كل المحاولات الحثيثة
كان الجميع في هذه اللحظة قائما ينظر ما الذي سيحصل
فطلب منهم الرئيس الجلوس ما عدا محمد
...
ووجه حديثه إليهم قائلا
رحبوا بالرئيس التنفيذي المقبل محمد
جرت همسات وهمهمات واحتجاجات في القاعة كيف يمكن أن يكون هذا
...
تابع الرئيس قائلا
في العام الماضي كنا هنا معا وأعطيتكم بذورا لزراعتها وإعادتها
إلى هنا اليوم ولكن ما كنتم تجهلونه
هو أن البذور التي أعطيتكم إياها كانت بذور فاسدة ولم تكن بالإمكان لها أن تنمو إطلاقا
جميعكم أتيتم بنباتات رائعة وجميلة
جميعكم استبدل البذرة التي أعطيتها له أليس كذلك ؟
...
محمد كان الوحيد الصادق والأمين والذي أعاد نفس البذرة
التي أعطيته إياها قبل عام مضى
وبناء عليه تم اختياره كرئيس تنفيذي لشركتي
.
.
.
.
.
إذا زرعت الأمانة فستحصد الثقة
إذا زرعت الطيبة فستحصد الأصدقاء
إذا زرعت التواضع فستحصد الاحترام
إذا زرعت المثابرة فستحصد الرضا
إذا زرعت التقدير فستحصد الاعتبار
إذا زرعت الاجتهاد فستحصد النجاح
إذا زرعت الإيمان فستحصد الطمأنينة
...
لذا كن حذرا اليوم مما تزرع لتحصد غدا
وعلى قدر عطائك في الحياة تأتيك ثمارها
اتمنى ان يكون الطرح اعجبكم